الجمعة 10 شوال 1445 الموافق ل 19 أبريل 2024

كلمة الترحيب

بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم، ومرحبا بكم على الموقع الرسمي لـ”مركز الترقي للدراسات الاستراتيجية”.

المركز جزائري يسعى الى توفير المناخ المناسب لفعل سياسي متميز يُؤسَس على دراسات علمية تستند بشكل واضح على مرجعية فكرية ورؤية سياسية ذات بعد اجتماعي وعمق حضاري. وذلك لتطوير تجربة سياسية قيادية نموذجية داخل المجتمع الجزائري تحقق للمواطن الوعي العام حول التطورات الوطنية والإقليمية والدولية، وتغيير ما بنفسه حتى يقوم بوظيفته المجتمعية ويرفع عنه طابع “القابلية لتبعية الاجنبي”. الامر الذي يسهم في توثيق شبكة العلاقات الضرورية لأداء العمل المجتمعي المشترك بما يضمن قوة القرار السياسي ويعزز أسس الخيارات الواعية من قبل الشعب الجزائري وقادته، وبالتالي يحقق استقلالية البلد وترقية المجتمع.

تتطلع الجزائر إلى الوعي بالعوامل الداخلية والخارجية التي أفضت رغم قدراتها المادية والبشرية الهائلة إلى فشل السياسات العمومية والمشاريع التنموية للحكومات المتعاقبة والذي أدى إلى تبعية الدولة تبعية شبه مطلقة للخارج، وإلى إتلاف المصالح الاستراتيجية للشعب وتهديد وحدته.كما يتطلع مواطنيها أيضا إلى رؤية واضحة وحلول عملية تمكنهم من التغلّب على هذه المشاكل، ومن النظر بالطمأنينة نحو مستقبلهم.

إن مشاكل الجزائر الحالية بالإمكان تجاوزها وتحقيق الترقي للمجتمع. إن قيم التضامن والتكافل الاجتماعي من شيم شعبها، وهذا رصيد كبير ومهم جدا في حاجة إلى استثمار. كما أن للجزائر:

  • تراث تاريخي وثقافي ثري،
  • تقاليد التنوع واحترام التعددية غنية وعميقة الجذور،
  • موارد بشرية شابة وديناميكية، • موارد طبيعية جوفية وسطحية ثرية،
  • القدرة على أن تصبح مركزا لجذب السياح بسبب جمالها الطبيعي
  • موقع جغرافي استراتيجي، مما يساعدها على القيام بدور مؤثر في المنطقة لما يخدم شعبنا وجميع الشعوب المغاربية.

لكن وضعية الجزائر منذ فجر الاستقلال لديل واضح أن تلك المميزات ليست كافية لتحقيق الاستقرار والازدهار، بل لا بد من فعل الإنسان الذي يدرك ضرورة العمل بجد ونشاط لصناعة سياسات أفضل وتعزيزها بمؤسسات حكومية أكثر فعالية، وعلى استثمار تلك الموارد الطبيعية والبشرية والأدمغة واستيعابها، وتشجيع الطاقات الشّابة الَّتي تمتلك القدرة على العطاء العلمي والإبداع.

الجزائر في حاجة ماسة ودون تأخير إلى نظرة جديدة للأوضاع ومعالجتها.

كل ما ذُكر أعلاه يمكن التوصل إليه من خلال مؤسسة لدراسات استراتيجية سياسية واقتصادية واجتماعية يعمل القائمون عليه وفق مقاييس علمية عالية الفعالية من اجل دراسة كيفية ترقية المجتمع الجزائري وتحسين وضعيته في مجال الحرية، والحَوكمة، والعلوم والتكنولوجيا والتحديث، وجودة الحياة، والقضاء على الفقر والفساد و”الحقرة”؛ وتوفير حلول معاصرة عقلانية واقعية وسهلة التنفيذ للشروع في حركة تنموية اقتصادية حقيقية تقوم بتصحيح سوء توزيع الدخل القومي؛ وتوفير تكافئ الفُرَص لجميع المواطنين لتمكينهم من تحسين أوضاعهم الإنسانية؛ وبعث ثقتهم في مؤسسات الدولة والخدمة العامة؛ وتعبئة القدرات البشرية والاستغلال العقلاني للموارد الطبيعية التي تركت معطلة لسنوات؛ حتى تصبح الجزائر بلدا منتجا ينمو باستمرار.

الجزائر في حاجة إلى اجتهاد أكاديمي وسياسي قادر على إدراك متطلبات الحاضر والمستقبل بوضوح؛ وإلى أطر وطنية تتحلى بقيم عالية، تجمع بين الخبرة والمعرفة المعاصرة؛ وإلى مشاريع وبرامج واقعية ترتكز على دراسات علمية ذات مصداقية تفتح للجزائريين آفاقا جديدة. بناء عليه، تم تأسيس مركز الترقي للدراسات الاستراتيجية (المركز).

    مهمة وأهداف المركز:

مهمة المركز هي مساعدة الأفراد والمؤسسات على فهم العالم المتغير باستمرار والذي يزداد تعقيدا واقتراح سياسات للتفاعل معه.  وذلك من خلال تقديم دراسات وتنظيم ورشات عمل وندوات علمية ونشر تقارير دورية ومجلة فصلية.

يطمح المركز الى تعزيز أسس اختيار واع للشعب الجزائري والقادة، وأن يصبح رافدا من روافد البحث الاستراتيجي في الجزائر. حيث يعمل المركز من خلال وحدات دراسية من أجل فهم بدقة الوضع في بلدنا الجزائر ومنطقتنا المغاربية والعالم الإسلامي وإفريقيا، والمتوسطي والدولي، وإيجاد الحلول للمشاكل الأكثر تعقيدا، لتدعيم السلم الاجتماعي وتوثيق شبكة العلاقات الاجتماعية، وتعزيز رفاه عيش المواطن، ووضع نهج عملي لتحقيق الأمن الغذائي وتأمين المصادر الحيوية للطاقة، ورسم استراتيجية للأمن في المنطقة وتطوير الدبلوماسية ووضع تصورات استشرافية للمستقبل.

إن جميع القائمين على المركز، من نشطاء سياسيين ومن أكاديميين خبراء، يجمعهم هدف مشترك: الاسهام في توفير أفضل شروط التمكين الحضاري للشعب، وبناء جزائر أكثر ازدهارا، وفضاء مغاربي متكامل، وعالم إسلامي وإفريقيا أفضل وأكثر تنمية وأمنا.

إن القائمين على المركز عازمون بعون الله تعالى ومن خلال هذه المؤسسة العلمية الجديدة، على الاسهام في الجهود الوطنية المبذولة للعودة بالجزائر إلى مسارها واستعادة عافيتها وعلى تجنيد وتفعيل الطاقة الكامنة الضخمة للجزائر من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية للبلد.

مجالات دراسات المركز

يعمل المركز على تقديم تحاليل ودراسات في المجالات المختلفة الاجتماعية والاقتصادية الطاقوية والأمنية والعلاقات الدولية، وعلى تنظيم ورشات عمل وندوات علمية ونشر تقارير دورية ومجلة فصلية، كل ذلك من خلال وحدات دراسية منها:

1)  وحدة الدراسات الجزائرية،

لدى الجزائر موارد بشرية شابة وديناميكية، وموارد طبيعية جوفية وسطحية ثرية، يمكنها ان تساهم بقدر كبير في تجاوز مشاكل البلد الحالية إذا ما تم استغلالها حسن استغلال. تعمل وحدة الدراسات الجزائرية على إحصاء تلك الموارد وترشيد استغلالها وفق حاجيات البلد.

كما تقوم الوحدة على تقديم تحاليل ودراسات حول برنامج الحكومة، مع إثراء الفقرات التي تخدم المصالح الاستراتيجية للبلد. وأما بالنسبة للفقرات التي تعتبرها غير صالحة، تطرح الوحدة البدائل التي تفضي إلى تحقيق الحَوكمة الجيدة، التي تمزج بين القطاعين الخاص والعام، وتواجه الفساد، وتشجع المساءلة.

2) وحدة الدراسات الأمنية والدفاع،

توفير التفكير الاستراتيجي حول الكيفية التي تتم بها هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية ومراقبتها ديمقراطيا للوقاية من التهديدات التي يتعرض لها أمننا القومي وبلدنا ومنطقتنا. والبحث عن طرق أفضل لبلدنا من أجل بناء مجتمع يتمتع بالأمن والأمان والسلم الاجتماعي.

3) الدراسات المغاربية والعالم الإسلامي وإفريقيا،

4) دراسات العلاقات المتوسطية والدولية (الدراسات الأوروبية والأمريكية والأسيوية)

5) دراسات التوجهات العامة والتنبؤات.

سيبدأ المركز بالهتمام تدريجيا حسب قدراته الذاتية بالدراسات الجزائرية، والامن القومي و التكنولوجيا، والتكامل الاقتصادي المغاربي، تم باقي الدراسات.